العلمون أولاً.. نبني مجتمعات توفر تعليمًا مختلفًا للطلّاب ذوي الاحتياجات الخاصة

تأسست مدرسة الأمل للصمّ وضعاف السمع بالسيدة نفيسة عام 2000، وانضمت إلى برنامج “المعلمون أولاً” في فبراير من عام 2017.  أرادت المدرسة الابتدائية، التي تقع في محافظة القاهرة، أن توفّر تعليمًا مختلفًا يناسب الاحتياجات الفردية لطلّابها

 التحدي

في الأعوام الاخيرة، تزايد الاهتمام برعاية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وبإمدادهم بتعليم يمكّنهم من تنمية قدراتهم، ومن أن يصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع، ومعززًا لتقديرهم لأنفسهم. على أن المعلمين قد واجهوا صعوبة في تلبية الاحتياجات المتنوعة والمحددة لكل طالب على حدا. ومن الواضح أن اتباع نهج واحد مع الجميع لن يجدي فعالية ولن يكون ملائمًا، في ظل تفاوت الاحتياجات الفردية

لذلك، يحتاج المعلمون في سبيل تلبية احتياجات الطالب إلى القدرة على استخدام استراتيجيات وأنشطة تقوم على التواصل بشكل أكبر، وكذلك إلى تغيير ممارساتهم، وتطوير بيئة أكثر تحفيزًا

 الحل/الإجراءات

انضمت المدرسة إلى برنامج “المعلمون أولاً” لتوفر بذلك حافزًا على تطوير أساليب جديدة تنوّع بها أوجه تعلّم الطلّاب. وكانت قد بدأت انضمامها بثلاثة معلمين فقط، لكن هذا العدد قد زاد ليصبح مجتمع ممارسة مكون من ثمانية عشر شخصًا.  وشملت المبادرات

  • قيام المدير بتقليل الأعباء الإدارية؛ لتمكين مجتمع الممارسة من الاجتماع مرة كل أسبوع
  • عمل مجتمع الممارسة على إبراز الفوائد المتوقع حصادها وتوضيحها، مما شجّع المعلمين الأكثر تحفظًا على الانضمام
  • تشجيع المعلمين والطلّاب من خلال تكريمهم وعرض أعمالهم
  • مساندة المعلمين ذوي المهارات الأضعف في مجال تكنولوجيا المعلومات ودعمهم، بمساعدتهم في التسجيل على موقع الويب والاشتراك في المسابقات التعليمية
  • استخدام منصة لينجو (Lengo) لتسجيل تغيرهم السلوكي واعتماده، الأمر الذي ترك أثرًا محفزًا، ودفع تعاون مجتمع الممارسة ونموه إلى الأمام

بدأ المعلمون على الفور في تطبيق الاستراتيجيات، وسعوا بوجه خاص إلى تطوير أساليب تمكنهم من تمييز تدريسهم. فلقد ركّزوا، على سبيل المثال، على سبل تفسير أنماط التعلم المختلفة، وبدؤوا في تطوير خطط التعلم الشخصية للطلاب؛ مما مكنهم من تخصيص التعلم، والعمل من منطلق قدرات الطلّاب الخاصة ومعارفهم السابقة

“كان برنامج “المعلمون أولاً” بمنزلة نقطة تحول لنا. إذا قدّم إلينا أفكارًا واستراتيجيات جديدة ساعدتنا في تغيير سلوكنا داخل الفصل الدراسي. وانعكس هذا على مستوى أداء الطلّاب. لقد أدت الزيادة في التفاعل والتواصل بين المعلمين والطلاب الصمّ وضعاف السمع إلى زيادة الإنجازات المحققة.”

سيدة كرم صالح، معلمة مادة الدراسات الاجتماعية

ولقد استخدموا مجموعة من الموارد، بالإضافة إلى استراتيجيات برنامج “المعلمون أولاً” لإحياء التعلّم وتنويعه، وجعله أكثر تفاعلية وتمركزًا على الطالب، كان من بينها: “مسرح المنهج الدراسي”، و”الكرسي الساخن”، و”تناوب الأدوار”، و”خط القيمة”، و”أوافق/لا أوافق”، و”دائرة داخل دائرة”، و”سؤال في البالون”، و”الأركان الأربعة”، و”شبكة العنكبوت”، و”إشارة المرور”، و”إشارات الإبهام”، وغير تلك الكثير

بدأ المعلمون يعيدون النظر في بيئة التعلّم، والمكان الذي تمارس فيه العملية التعلّمية، فوظفوا أماكن مثل فناء المدرسة لتقديم خبرات تعلّمية نشطة. كما اتخذوا أيضًا خطوات جادة تجاه الاحتفاء بعمل الطلّاب وعرضه في أنحاء المدرسة، مما ترك أثرًا إيجابيًا طيبًا على البيئة المدرسية. واستفاد المعلمون من الموقع الإلكتروني الخاص ببرنامج “المعلمون أولاً”، فتعلموا منه، وقاموا بتحميل المصادر ومشاركتها مع أطراف مجتمع الممارسة عبر الإنترنت

 النتيجة

زاد الحماس بين المعلمين زيادة ملموسة، وتلقى عدد منهم شهادات إنجاز. ودعم التدريب تطوير هيئة تدريس أكثر استبصارًا، قادرة على إجراء مراجعة نقدية لفعالية تدريسها وتأثيره في تقدم المتعلمين وتحصيلهم. كما أصبح المعلمون أكثر سعادة وإيجابية فيما يتعلق بممارستهم المهنية، واستفادوا كذلك من تجارب تبادل المعرفة مع المدارس الأخرى

إن القدرة المتزايدة على تمايز التعلّم للطلاب وإنشاء برامج خطط التعلّم الشخصية لا تقدر بثمن في إطار تطوير خبرات تعليمية وتدريسية أكثر ملاءمة وجذبًا وتفاعلية. ولعل الأهم من ذلك أن المعلمين قد شهدوا تغييرًا في سلوك الطلّاب، مع زيادة في تحفّزهم للتعلّم والمشاركة في العملية التعلّمية. وإلى جانب هذا، فقد بدأوا يشهدون مستويات متزايدة من الإنجازات، والتحسّنات الملحوظة في مواظبة المتعلمين على الحضور المنتظم. ويشعر المعلمون أن هذا لا يحسّن تعليمهم فحسب، بل يساعدهم أيضًا على الشعور بالمساواة بأقرانهم من غير ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن مساعدتهم في التكامل المجتمعي       وفرص العمل الأكبر في المستقبل

وقد لاحظ الآباء أيضًا التأثير في الطلّاب، إذ أشاروا إلى أن أطفالهم باتوا يشعرون بسعادة واهتمام أكبر إزاء مناقشة الأنشطة وتجاربهم

الروابط والمصادر

تطوير المنهجية والاستراتيجيات المستخدمة داخل الفصول
https://www.youtube.com/watch?v=s-VVUfspbXY

أطفال يتعلمون عن المجموعة الشمسية
https://youtu.be/Njgdhbn3a0U

طلّاب يتعلمون من خلال اللعب
https://youtu.be/B00OBrKRWFM

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.