قصة تعليمية.. خلق المعلم ودوره المعنوي والنفسي
حل معلم مكان معلم آخر قد غادر لإكمال دراسته العليا. بدأ المعلم الجديد في شرح الدرس ثم وجه سؤالاً لأحد التلاميذ، وإذا به يفاجأ بضحك جميع التلاميذ الآخرين. ذهل المعلم و أخذته الحيرة والدهشة – ضحكٌ بلا سبب – لكن خبرته التدريسية علمته قراءة مابين السطور، أدرك من خلال نظرات الطلاب سر الضحك وأن الطلاب يضحكون لوقوع السؤال على تلميذ غبي في نظرهم ، حيث كان المعلم السابق يهزأ من هذا التلميذ وينعته بالغبي.
عندما خرج التلاميذ من الصف نادى المعلم التلمبذ وكتب له بيتاً من الشعر على ورقة وناولها إياه، وقال: يجب أن تحفظ هذا البيت حفظاً كحفظ إسمك ولا تخبر أحداً بذلك ، في اليوم التالي كتب المعلم بيت الشعر على السبورة و قام بشرحه مبيناً فيه المعاني والبلاغة ، ثم مسح البيت وقال للتلاميذ: من منكم حفظ البيت يرفع يده، لم يرفع أي تلميذ يده بإستثناء ذلك التلميذ الذي أعطاه الورقة رفع يده بتردد، قال له المعلم: أجب… أجاب التلميذ بتلعثم وعلى الفور أثنى عليه المعلم ثناءً عطراً وأمر التلاميذ بالتصفيق له وهم بين مذهول و مشدوه ومتعجب و مستغرب. تكرر المشهد خلال إسبوع بأساليب مختلفة وتكرر المدح والإطراء من المعلم والتصفيق الحاد من زملائه التلاميذ.
بدأت نظرة تتغير تتغير نحو زميلهم وبدأت نفسية التلميذ تتغير للأفضل حيث بدأ يثق بنفسه ويرى إنه غير غبي – كما كان يصفه معلمه السابق ، شعر بقدرته على منافسة زملائه بل والتفوق عليهم.
ثقته بنفسه دفعته إلى الإجتهاد والمثابرة والمنافسة والإعتماد على الذات. إقترب موعد الإختبارات النهائية، إجتهد وثابر ونجح في كافة المواد، دخل المرحلة الثانوية بثقة أكثر وهمة عالية، زاد تفوقه وحصل على معدل أهله لدخول الجامعة. أنهى الجامعة بتفوق، واصل دراسته حصل على الماجستير والآن يستعد لمواصلة الدكتوراه.
الناس نوعان:
نوع مفاتيح للخير مغاليق للشر، يحفز… يشجع… يأخذ بيدك… يمنحك الأمل والتفاؤل… يشعر بشعور الآخرين… صاحب مبدأ ورسالة.
نوع آخر مغاليق للخير… مفاتيح للشر… مثبط… قنوط… ليس له مهمة سوى وضع العراقيل والعقبات أمام كل جاد. دأبه الشكوى والتذمر والضجر وندب الحظ.