مقدمة:
الاتصال بين الناس يأخذ أحد طريقين، الطريق الأول هو: الاتصال عن طريق الصوت، ويكون الشخص المتصل هنا إما مستمعا أو متحدثا. وأما الطريق الآخر للاتصال فهو: الاتصال عن طريق الصفحة المطبوعة، ويكون المتصل هنا إما قارئا وإما كاتبا. وبناء عليه يمكن أن نذكر أربع مهارات أساسية ينبغي تنميتها في تعليم اللغة العربية، مهارتا الاستماع والمحادثة وهما مهارتا اتصال شفوي، ومهارتا القراءة والكتابة وهما مهارتا اتصال كتابي.
وسوف نتناول بالبحث في هذا المقال أهمية مهارة الاستماع ، ونجيب عن سؤال: لماذا يفشل معظم الطلاب في هذه المهارة الـمُهمة، وسوف نطرح رأيا في كيفية إجراء درس الاستماع مخالفين فيه الرأي العام وشبه المتفق عليه، وأخيرا سوف نعرض أهمَّ النشاطات الصفية وغير الصفية لهذه المهارة.
أهمية مهارة الاستماع :
ذكر القرآن الكريم وسائل العلم والمعرفة، فجعل في مقدمتها السمع، ثم البصر، ثم العقل:
﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل: 78].
وقد ورد ذكر كلمة (سمع) ومشتقاتها مائة وخمسة وثمانين مرة في القرآن الكريم، وقد تكرَّر تقديم السمع على البصر في جميع الآيات التي تتحدث عن خلق الإنسان، بل اكتفت بعض الآيات بذكر السمع والعقل عند الحديث عن وسائل الهداية؛ مثل قوله تعالى:
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ ] الفرقان: 44[
ويكفي في أهمية مهارة الاستماع أنك لا تجدُ أصمَّ إلا أبكمَ، وقيل في ذلك لأنه لم يسمع أصواتا ليحاكي على غِرارِها.
والاستماع يؤثر على المهارات الأخرى جميعها، وهو المدخل الطبيعي لتعلم اللغة والطريق الصحيح لاكتسابها فهما ومن ثَمَّ إنتاجًا، وإذا كان ابن خلدون عدَّه أبا الملكات اللسانية فإنه يمثل أمّ المهارات اللغوية. كما أكدّ جَمع من الباحثين أنَّ السبب الرئيس في الاختلاف بين متعلمي اللغة الأكثر نجاحًا ومن هم دونهم هو قدرتهم على استخدام الاستماع بوصفه وسيلة لاكتساب اللغة.
والحاجة إلى الاستماع للّغة الهدف لا تنتهي عادةً بمجرد انتهاء البرنامج اللغوي التي اتبعه الطالب، أو بمجرد ترك بلد اللغة، وإنما تمتد الحاجة إليه مدى الحياة وذلك بمتابعة نشرة إخبارية، أو برنامج تلفزيوني، أو فيلم، أو غير ذلك…
وفي أهمية الاستماع تروى القصة الآتية: أراد طالب أن يلتحق بإحدى الجامعات الأمريكية، وكانت كل أوراقه رسمية لا نقص فيها سوى توصية من أستاذ جامعي بأن هذا الطالب لديه كفاءة لغوية تؤهله للدخول إلى الجامعة.
بحث الطالب عن أستاذ جامعي ليعطيه هذه التوصية، فوجده، فجاء إليه، وطلب منه أن يعطيه تلك الورقة ليكمل بها أوراقه. أعجب الأستاذ بحديثه، وأعجب بطلاقته اللغوية أيضا، وهَمَّ أن يعطيه تلك الورقة لولا أن سأله بعض الأسئلة التي أبانت عجزه في اللغة، فمن الأسئلة التي سأله: ماذا ستدرس في الجامعة؟ فأجاب الطالب: ليس في بلدنا جامعة. فاستغرب الأستاذ من جواب الطالب. ثم سأله: بأي كلية ستلتحق؟ فأجاب الطالب: حصلت على شهادة الثانوية بتقدير ممتاز. فزاد الأستاذ تعجبا واستغرابا. ثم سأله: هل ستعمل في أثناء الدراسة؟ فأجاب الطالب: والدي يعمل سفيرا.
وكانت دهشة المدرس كبيرة، فقد كانت أسئلة الأستاذ في واد وأجوبة الطالب في واد آخر. فكتب الأستاذ رسالة إلى جامعته بأن هذا الطالب ليس قادرا على متابعة الدراسة، ولا يستطيع أن يفهم ما يقال باللغة الإنكليزية.
وكان قرار الأستاذ صدمة للطالب الذي صرح بالقول: ولكني كنت أفهم كل ما يقوله أساتذتي في الصف!!!
من هنا تتوضح لنا المشكلة، وهي: أن الطالب يفهم لغة الصف بينما يفشل في فهم لغة خارج الصف وأحيانا يفشل حتى في فهم لغة الصف البسيطة، وفي مرة من المرات كنت في درس المحادثة أستمع لطالب يقدم عرضا لمدينته، وأثناء التقديم سألته سؤالاً: بم تشتهر هذه المدينة الجميلة؟ قال: هي تقع على البحر الأسود.
ما سبب فشل معظم الطلاب في هذه المهارة المُهمة؟
السبب هو أننا نعرض اللغة المصطنعة على الطالب ولا نعرض اللغة الطبيعة الحية عليه، حتى أن بعض المعلمين يصطنعون أسلوبا خادعا في عرض اللغة تحت فرضيات غير دقيقة، فيلجؤون إلى أسلوب بطيء في الأداء لمساعدة الطلاب على تمييز الخصائص الصوتية، فتُبْرَزُ الأصوات بشكل حاد وتُعْزَل الكلمات عن بعضها بعضا. وهم بذلك يقدمون نموذجا غير دقيق لطلابهم يقومون بمحاكاته وتقليده كما أنهم لا يُعِدّون طلابهم لمجابهة الاتصال خارج الصف. وإضافة إلى ذلك يبالغ بعض المعلمين في البطء في النطق إلى درجة آلية، وحجتهم في ذلك أنه لا بد منه في المراحل الأولى. ولكن نقول: إن آثاره السلبية أكثر من إيجابياته؛ حيث لا ينقل أثر التعلم إلى مواقف حقيقية.
وقد تسمع بعض الطلاب لا يفتؤون يرددون ما يتعلمونه من هذا الصنف من الأساتذة الـمُمَطِّطين وهم يشعرون بغِلْظة هذه اللغة، ويكررون كلمات وجملا من قبيل السخرية والتندر أحيانا، ومن قبيل الرفض الداخلي لهكذا لغة أحيانا أخرى، فتسمع من بعض الطلاب تحية الإسلام بطريقة مفخمة تجرح مشاعرك، وذلك عندما ينطق السين أقرب إلى الصاد وينطق حرف اللام مفخما أقرب إلى نطق اللام في لفظ الجلالة. وكذلك تشعر بالحرج حين يناديك الطالب بكلمة (أصتاز) بدل (أستاذ). وقال لي طالب مرة: ألا تشعر أن إيقاع اللغة العربية قاسٍ على الأذن؟!
وبناء على ما تقدم فيجب أن يسود في التدريب على المهارات وخاصة في مهارة الاستماع الإيقاعُ الطبيعي للكلام، الإيقاع الجميل الذي تتميز به اللغة العربية، الإيقاع الموسيقي، لا ذاك الإيقاع الـمُتَكَلَّف الذي يُخرج اللغة من ثوبها الساحر، وأضف إلى ذلك فينبغي على المعلم أن ينوع في أسلوب الطَّرْح حين لا يفهم الطالب السؤال أو الجملة، وأن يترك تلوينها بالنغمات، فبعض المعلمين حين يسألون الطلاب سؤالا بسيطا مثل: ماذا فعلتَ أمسِ، يلونون في كلامهم ويعيدون الجملة نفسها مرات عديدة ولكن بطريقة قرائية مختلفة عن الأولى وكأنهم يعلمون القراءات السبع والتجويد! وهنا ننصح بعدم التكرار خاصة في مثل هذه الأسئلة، فللتكرار أهداف ينبغي التقيد بها، لأنه إذا كان في غير محله يضرّ بالطالب.
ومن جهة أخرى يجب أن تكون اللغة التي يدرب عليها الطالب في درس الاستماع مشابهة لنفس اللغة التي يريد الطالب الاستماع إليها، فيجب إحضار عيّنات حقيقية وطبيعية وحية من نفس المواد التي يحتاج الطالب إلى الاستماع إليها في مشواره الدراسي.
نعم أقول البدء معه بنصوص حيّة طبيعية من أول يوم، لأن النصوص المصطنعة لن تطور له مهارة، ويجب أن يكون عملنا في مهارة الاستماع مُمَيّزا ومُختلفا عن باقي المهارات (القراءة والكتابة والمحادثة ) التي تحتوي – شئنا أو أبينا- على التدريب على مهارة الاستماع.
والتميّز في تدريس هذه المهارة (مهارة الاستماع) يكون بتدريب الطالب على محاضرات حقيقية، ونشرات غير متصرف فيها، وحوارات طبيعية، وكلام غير ممطط فيه، وغير ذلك من الكلام الطبيعي الحي الذي يطور مهارة حقا؛ لأن طالب اللغة العربية خاصة المسلم يريد – في النهاية – أن يستمع لمحاضرة أو يتابع نشرة إخبارية أو يفهم متحدثيه العرب.
كيف يسير درس الاستماع:
في الحقيقة هناك طريقة في تقديم درس الاستماع شبه متفق عليها بين معلمي هذه المهارة، وهي تقسيم الدرس إلى ثلاثة مراحل: ما قبل الاستماع وتشمل هذه المرحلة الأسئلة التمهيدية المتعلقة بالموضوع، ومناقشة الطلاب بالموضوع الذي سيقدم، وإضافة إلى تقديم أفكار الموضوع في التمهيد ينبري المعلم مبرزا عضلاته في شرْح كل الكلمات الجديدة في نص الاستماع.
وأما المرحلة الثانية فهي مرحلة تقديم النص، وفي هذه المرحلة يطلب المعلم من الطلاب قراءة السؤال الأول، وبعد أن ينتهي الطلاب من قراءة السؤال الأول يدوّر المعلم الشريط للاستماع إلى النص، وبعد الاستماع يستمع المعلم لأجوبة الطلاب عن السؤال الأول، ثم يطلب منهم قراءة السؤال الثاني، وهكذا حتى تنتهي الأسئلة. وأما المرحلة الثالثة هي مرحلة التدريب على المفردات وعمل بعض الأنشطة، ثم ينتهي درس الاستماع.
ولنا رأي آخر في التدريب على هذه المهارة، وهو أن نلغي المرحلة التمهيدية، ونستبدل بالمرحلة التمهيدية في درس الاستماع المرحلةَ التَّنْبِيهِيّةَ، وهي مرحلة تأخذ نصف دقيقة، وتكون لفتح الدفتر ومسك القلم لتدوين الأفكار، ووضع الشريط في المسجل.
لماذا نقول ذلك؟ لأنه في المرحلة التمهيدية من درس الاستماع يشرح بعض المعلمين عادةً نص الاستماع قبل إسماعه للطلاب شرحا يصل إلى حد تَمْوِيتِ النص، لأن هذا –برأيه- يفيد الطالب وينفعه ويزيد من قدرته على فهم النص، وإذا كان موضوع الاستماع عن السوق مثلا فالغالب في المرحلة التمهيدية نقدم له أسئلة مثل: هل ذهبت إلى السوق؟ ولماذا ذهبت؟ وماذا اشتريت؟ وكم كيلو اشتريت؟ ومتى رجعت؟ وهكذا…
وهنا يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة وهي: أليس هذا موضوع النص ؟! إذن ماذا بقي عندنا لنعرضه؟ عمَّ سيجيب الطالب؟ وكيف سأطور له مهارته في الاستماع؟! ثم مَنْ يعطيني موقفا يتعرض الإنسان فيه للاستماع في الحياة ويكون فيه تمهيد! سواء أكان الاستماع لخطبة أو محاضرة جامعية أو نشرة إخبارية أو حتى حديثا يدور بين شخصين في الفندق.
نعم يساعد هذا الشرح المفصل قبل الاستماع الطالب على فهم النص ولكن لا ينمي له مهارة؛ لأن الطالب عُومل كالآلة الصمّاء من أول خطوة إلى آخر خطوة، قدمنا له الطعام، والشراب، حتى أننا مضغنا له اللقمات ووضعناها في فيه.
ومن أجل ذلك يجب ألا نتكلم عن موضوع النص في المَرْحَلةِ التَّنْبِيْهِيّةِ مطلقا، ولا نخبر الطالب حتى بموضوع النص؛ لأن ذلك يَحْرُمُ الطالب من كثير من النقاط الجوهرية التي كان يجب على الطالب أن يدرك كُنْهَها من خلال الاستماع إلى النص.
وفي أثناء إعطاء درس الاستماع يكرر بعض المعلمين النص للطالب تكرارا إلى حد الابتذال مع أن التكرار يكاد ينعدم في الحياة العامة في المواقف الوظيفية وفي غيرها، فلنتخيل أن طالبا في المطار في قاعة الانتظار سمع أن على ركاب الطائرة الفلانية أن يتجهوا إلى القاعة رقم كذا، وكانت هي طائرته فهل سيقول لهم: من فضلكم هل يمكن أن تعيدوا لي ماذا قالت؟!! طبعا هذا غير ممكن. وكذلك الأمر في المحاضرة وفي الخطبة وفي النشرة الإخبارية وفي الحوارات صغيرها وكبيرها.
من أجل ذلك كله يجب أن نحذر ونحن نكرر النص، فتكراره ليس في مصلحة الطالب مطلقا. برأينا يجب أن يستمع الطلاب للنص مرة واحدة فقط لتطوير المهارة ثم يستمعون مرة أخرى بهدف التثبت مما فهموه وتدقيقه، واستماع التثبت لا يكون الهدف منه تطوير المهارة بل التحقق والتثبت لما فهمه الطالب، فبدل أن يصحح المعلم أفكار الطلاب التي قدموها بعد الاستماع إلى النص مباشرة، يُسمِعهم النص للمرة الثانية وذلك لتطبيق مبدأ التصحيح الذاتي وهو مهارة تفكير عُليا.
وأما في المرحلة الأخيرة فبدل التدريبات اللغوية المتعلقة بالمفردات والتراكيب علينا أن ننفذ نشاطا مناسبا للطلاب، وللمعلم الحرية في اختيار النشاط.
الأنشطة في مهارة الاستماع:
مفهوم الأنشطة:
يقصد بالأنشطة التعليمية الممارسات التي يؤديها المتعلمون في داخل البيئة المدرسية وخارجها بوصفها جزءاً من عملية التعليم والتعلم بإشراف المعلم، بقصد بناء الخبرات واكتساب المهارات اللازمة في المجالات المعرفية والوجدانية والاجتماعية.
والأنشطة نوعان: منها ما هو مدرسي، ومنها ما هو غير مدرسي، والنشاط المدرسي ينقسم بدوره إلى:نشاط صفي يتم داخل حجرة الدراسة أو المؤسسة التعليمية. ونشاط غير صفي يتم خارج حجرات الدراسة، وكلاهما لتثبيت ما تعلمه الطالب من مفردات وتراكيب وتعبيرات ولإكساب المتعلم المزيد من الخبرات.
ما النشاطات الصفية التي يمكن أن أكلف الطالب بها؟
- أنْ يُوَشْوِشَ المعلم طالبا بعبارة ما، ثم يطلب منه أن ينقلها للذي يليه ثم الذي يليه ينقلها للذي يليه وهكذا حتى تصل إلى آخر طالب، ثم ينظر المعلم هل وصلت الرسالة خالية من أخطاء تغير المعنى أو أنها صارت رسالة لغوية أخرى يعِز فهمها؟
- أن يطلب المعلم من طالب ما أن يقوم ويقف أمام الطلاب جميعا، ثم يطلب المعلم من الطلاب أن يطلبوا منه تنفيذ بعض الأفعال، مثلاً: افتح الباب، اجلس، أغلق النافذة…. ويجب على كل طالب أن يطلب منه طلبا، وعلى الطالب أن يفهم العبارة فينفذها. ويمكن تطبيق هذا النشاط بشكل لعبة، ويكون ذلك بتقسيم الطلاب إلى ثلاث مجموعات، ثم يقف طالب من المجموعة الأولى، وعلى المجموعتين الأخريين أن تطلب منه طلبا، وعليه أن ينفذ، ثم يخرج طالب من المجموعة الثانية، ويطلب منه أن ينفذ، ثم يخرج طالب من المجموعة الثالثة ويطلب منه وينفذ وهكذا حتى يخرج جميع الطلاب. وتسجل الإجابات الصحيحة وتحسب النتائج، وفي النهاية يُحيّى الرابح ويصفق له وتقدم له هدية إن أمكن ذلك.
- استخدام الرسم لنص يقرؤه المعلم، ولا يطلب من الطالب الرسم المعقد الذي يتطلب مهارة في الأداء، بل يطلب منه أن يرسم خطوطا وأشكالا تدل على فهمه للمعنى المراد، كأن يقرأ المعلم نصا عن الأسرة، والطلاب يرسمون شجرة العائلة التي تتكون من الجد والأب والأخوة والأخوات مثلا.
- تعيين طالب ليشرح لزملائه كلمة يختارها له المدرس، وعلى الطلاب أن يعرفوها من خلال شرح الطالب لها. ويمكن تقسيمهم إلى مجموعتين أو ثلاث وعمل مسابقة.
- اختيار الطلاب تَعْريفات وتحضير شرحها في البيت، ثم في الدرس التالي يقوم كل طالب بشرحه لزملائه في الفصل، وعلى الطلاب أن يعرفوا هذا التعريف من خلال شرحه، ويمكن أن تشمل التعريفات كافة الموضوعات مثل: الرأس، الجد، الفصل، البحر، الجبل. ويمكن تقسيم الطلاب إلى مجموعات وعمل مسابقة.
- تحديد كلمات أو أسماء: يحدد المعلم مجموعة من الكلمات أو الأسماء أو الضمائر, ثم يوضح الهدف للطلاب وهو تحديدها عند ورودها في نص معين بعد قراءته. يقوم المعلم أو أحد الطلبة بقراءة النص ويطلب من البقية الاستماع بشكل جيد, وبعد ذلك يوجه لهم أسئلة حول الكلمات المحددة من حيث عددها وترتيب ورودها في النص.
- أن يجعل الطلاب يتخيلون أن السبورة غرفة، ثم يطلب منهم أن يرسموا هذه الغرفة على دفاترهم، ثم يقرأ نصا يتعلق بالأثاث وترتيبه في أماكنه المناسبة، مثلا: حوار بين عامل يرتب الأثاث وصاحب بيت، فإذا قال صاحب البيت للعامل مثلا: ضع لي هذه المرآة مقابل السرير، يرسم الطالب المرآة مقابل السرير، وهكذا… وبعد أن الانتهاء من قراءة النص يطلب من الطلاب أن يرسموا على السبورة ما رسموه في دفاترهم للتصحيح والمناقشة.
- إسماع الطلاب حوارا أو قصة قصيرة دون الطلب منهم حل أسئلة أو تدريبات وإلا تحولت إلى درس، في حين أنها بهذا الشكل نشاط. ثم الطلب من الطلاب تمثيلها، أو الطلب منهم التكلم عن مضمونها.
- أن نطلب من أستاذين عربيين أو ممن يجيد العربية الحضور إلى الصف، والتحدث في موضوع يناسب مستوى الطلاب ثم نسأل الطلاب عن الموضوع المطروح، ونعزز الصحيح منها ونصحح الخطأ.
- يقوم المعلم بإسماع الطلاب قصة غير مرتبة ويطلب من الطلاب ترتيبها. وينبغي ألا تكون تكثر أجزاء القصة المطلوب ترتيبها، والاقتصار على ثلاثة أجزاء في المستوى المبتدئ حسن، ويمكن زيادة الأجزاء حسب المستوى.
ومن النشاطات غير الصفية التي يمكن أن نكلف الطالب بها في مهارة الاستماع:
- الاستماع إلى حوار بين شخصين عربيين أو شخصين يجيدان العربية في موضوع معين وفهم ما يقولانه، وتسجيله لطرحه في الصف أمام الطلاب.
- تسجيل لقاء مع عربي أو ممن يجيد العربية، ثم فهم الحوار جيدا، وطرحه أمام الطلاب في الصف.
- الاستماع إلى قصة: وهناك قصص سمعية بصرية كثيرة (فيديو)،فيمكن أن يستمع الطلاب إلى قصص قصيرة، ثم تلخيصها، ومناقشتها في الصف.
- تكليف الطالب بالاستماع إلى أغنية عربية باللغة الفصيحة، وغنائها إن أمكن أمام الزملاء في الصف.
- الاستماع إلى مشهد من مشاهد مسلسل عربي يختاره المعلم للطلاب حسب الموضوع والمستوى، ثم مناقشته في الفصل، أو تفريغه على ورقة لتسليمها للمعلم الذي سيصححها بدوره.
- الاستماع إلى محاضرة: كثيرة هي المحاضرات في الشبكة الدولية، على المعلم أن يختار المحاضرة حسب رغبة الطلاب واهتماماتهم، ويطلب من الطلاب أن يسمعوها لتتم مناقشتها في الدرس التالي.
- الاستماع إلى نشرة: يحدد المعلم نشرة على قناة من القنوات، ويجب أن تكون مناسبة لمستوى الطلاب من حيث الوقت، ألا تكون طويلة في المستويات الأولى، ولا تكون قصيرة في المستويات المتقدمة. هناك نشرات موجزة ومختصرة وعلى المعلم أن يحدد أي نشرة، يعني يقول: يا طلاب علينا أن نسمع النشرة التي تبثها الجزيرة الساعة الرابعة أو الخامسة أو الثانية عشرة، وبعد أن يستمع الطلاب تتم مناقشتهم فيها في الدرس التالي.
- الاستماع إلى خطبة أو خطاب: كل جمعة عندنا آلاف الخطب، خطب جمعة تبث مباشرة وخطب مسجلة وخطب صوتا وصورة وخطب صوتا فقط، وما على المعلم سوى أن يطلب من الطلاب الاستماع إلى خطبة من هذه الخطب، ثم مناقشتها في الصف.
- الاستماع إلى الندوات ثم تمثيلها في الصف: ويمكن أن يشترك أكثر من طالب في الاستماع إلى ندوة من الندوات ثم تمثيلها في الصف أمام الطلاب.
- الاستماع إلى مسرحية أو إلى جزء منها ثم مناقشتها أو تمثيلها في الصف أمام الزملاء الطلاب.
وكل النشاطات غير الصفية يمكن أن يحددها المعلم ويمكن أن يترك للطالب حرية الاختيار. وأما طرق المعالجة لهذا النشاط فهي متعددة، فيمكن أن يلخص الطالب ما فهمه، أو يشرحه أمام الطلاب أو يمثله، أو يلخصه للمعلم بتسجيل صوتي يرسله عبر وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن أن يقدم المعلم نشاطا كتابيا يرتبط بالنشاط المحدد وعلى الطالب أن يستمع إلى المادة المحددة من قِبَل المعلم، ويجيب عن الأسئلة كتابيا. وإن ترك الحرية للطالب في اختيار المادة المسموعة أفضل لأن ذلك يثري العملية التعليمية ويكسب المهارات.
أخيراً، إن تنمية مهارة الاستماع من أصعب المهام التي على المعلم القيام بها، فيجب التخطيط لها، والتركيز على تنمية مهارة فهم النصوص الطبيعية، وإثراؤها بالأنشطة.