مع بداية 2017.. انتبه.. فيسبوك يأخذ معلوماتك الخاصة.. كيف تتفادى سرقة بياناتك الشخصية؟

o-mark-facebook-570لطالما سمح فيسبوك للمستخدمين بمشاركة الفعاليات التي يقومون بها في حياتهم، فيعلنون أنهم يستمتعون بلعب كرة القدم مثلاً، أو أنهم انتقلوا من مدينتهم مؤخراً.

لكنّ عملاق التكنولوجيا يشتري معلومات أكثر حساسية بكثير عن المستخدمين، من بينها معلومات عن دخلهم، وعن أنواع المطاعم التي يترددون عليها، وحتى عدد بطاقات الائتمان الموجودة في محافظهم.

منذ سبتمبر/أيلول 2016، شجع موقع ProPublica* (وهو عبارة عن غرفة أخبار استقصائية حاصلة على جائزة بوليتزر ProPublica*) مستخدمي فيسبوك على مشاركة فئات الاهتمامات التي يعرضها لهم.

يقول موقع فيسبوك الرسمي إنه يحصل على المعلومات حول مستخدميه “من عدة مصادر مختلفة”.
ما لا يقوله الموقع هو إن مصادر المعلومات تشمل ملفات تفصيلية تحصل عليها من سماسرة بيانات تجاريين عن حياة المستخدمين خارج الإنترنت “وهم غير متصلين”، ولا يُظهر فيسبوك لمستخدميه أياً من تلك المعلومات التفصيلية الملحوظة غالباً، والتي حصل عليها من هؤلاء السماسرة.

 

يقول جيفري تشيستر، المدير التنفيذي لمركز “الديمقراطية الرقمية“، “فيسبوك يأخذ حزمة معلومات من عشرات شركات البيانات المختلفة لاستهداف كل عميل على حدة، وينبغي أن يكون للعميل القدرة على النفاذ لتلك الحزمة من الشركات كذلك”.

وعندما سألنا هذا الأسبوع عن عدم إفصاح فيسبوك عن هذا الأمر، أجاب الموقع أنه لا يخبر المستخدمين حول البيانات التي يحصل عليها من الطرف الثالث لأنها متاحة بشكل واسع النطاق ولم يجمعها فيسبوك.

وقال ستيف ساترفيلد، مدير الخصوصية والسياسة العامة في فيسبوك “أسلوبنا في السيطرة على تصنيفات المعلومات من الطرف الثالث يعد شيئاً مختلفاً عن أسلوبنا في تصنيفات فيسبوك المحددة”.
وأضاف “ذلك لأن مقدمي المعلومات الذين نعمل معهم يجعلون تصنيفاتهم في العموم متاحة عبر عديد من منصات الإعلانات المختلفة، وليس فقط فيسبوك”.

وقال ساترفيلد إن المستخدمين الذين لا يودون أن تكون تلك المعلومات متاحة لفيسبوك عليهم التواصل مع سماسرة البيانات مباشرة، وتابع أن المستخدمين بإمكانهم زيارة صفحة مركز المساعدة الخاصة بفيسبوك، إذ تقدم لهم روابط لطلبات الانسحاب من 6 مواقع لسمسرة البيانات يبيعون البيانات الشخصية لفيسبوك.

لكن لا يعد الحد من توزيع سماسرة البيانات التجارية لمعلوماتك الشخصية أمراً سهلاً أيضاً، على سبيل المثال، لتقديم طلب للانسحاب من أوراكل داتا لوجيكس Oracle’s Datalogix، التي تزود فيسبوك بحوالي 350 نوعاً من البيانات وفقاً لتحليلاتنا، يتطلب “إرسال طلب مكتوب، مرفقاً بنسخة من أوراق هويتك الحكومية” في البريد العادي لمدير الخصوصية في أوراكل.

 

ويمكن للمستخدمين أن يطلبوا من سماسرة البيانات أن يعرضوا لهم البيانات التي خزنوها عنهم، لكن ذلك أيضاً قد يكون معقداً، إذ أن أحد السماسرة المتعاقدين مع فيسبوك، أكسيوم Acxiom، يطلب من الناس إرسال آخر أربعة أرقام من ضمانهم الاجتماعي للحصول على البيانات الخاصة بهم، كما يغير فيسبوك الشركات التي تزوده بالمعلومات من وقت لآخر، لذا سيكون على مستخدميه زيارة صفحة مركز المساعدة بانتظام، لحماية خصوصيتهم.

حاولت المراسلة، جوليا آنجوان، أثناء كتابتها كتاباً عن الخصوصية العام 2013، الانسحاب من قواعد بيانات أكبر عدد ممكن من سماسرة المعلومات، وافق 92 سمساراً طلب الانسحاب، فيما طلب منها 65 منهم تقديم شكل من أشكال تحديد الهوية مثل رخصة القيادة. في النهاية، لم تستطع إزالة بياناتها من قواعد معظم مزودي المعلومات.

يستخدم فيسبوك الخوارزميات ليس فقط لتحديد الأخبار والإعلانات التي يعرضها للمستخدمين، ولكن أيضاً لتصنيف مستخدميه إلى عشرات الآلاف من المجموعات المستهدفة بدقة.

أظهرت بيانات مصدرها الجمهور، أن فئات فيسبوك تتراوح بين تصنيف الناس في مجموعات غير ضارة، مثل الأشخاص المحبين للطعام الجنوبي، ومجموعات حساسة مثل “التمييز العرقي”، والتي تصنف الأشخاص اعتماداً على أساس أنهم من أصل أفريقي، أو لاتينيون ومجموعات عرقية أخرى.

يمكن للمعلنين أن يستهدفوا وصول إعلاناتهم لمجموعة 2014، أو منع الإعلانات من الظهور لمجموعة معينة.

عمل فيسبوك مع سماسرة البيانات منذ العام 2012 عندما وقّعوا عقداً مع داتا لوجيكس Datalogix، مما دفع تشيستر، المحامي المختص بأمور الخصوصية في مركز الديمقراطية الرقمية، لتقديم شكوى للجنة التجارة الفيدرالية تزعم أن فيسبوك انتهك مرسوم الموافقة مع الوكالة فيما يتعلق بالخصوصية.

لم تستجب على الإطلاق لجنة التجارة الفيدرالية علناً لتلك الشكوى ووقَعت فيسبوك بعد ذلك عقوداً مع 5 آخرين من سماسرة البيانات.

لنعرف بالضبط نوع البيانات التي اشتراها فيسبوك من السماسرة، حمَّلنا قائمة من 29 ألف تصنيف يقدمها فيسبوك لمبتاعي الإعلانات، وُصفت حوالي 600 من تلك التصنيفات بأنها قُدّمت من طرف ثالث، وهم سماسرة البيانات، (معظم التصنيفات وُصفت بأنها أُنشئت عن طريق الضغط على صفحات أو إعلانات على فيسبوك).

في الغالب تكون فئات سماسرة البيانات التجارية مالية، مثل “مجموع الأصول السائلة من 1 دولار وحتى 24،999 دولاراً”، أو “الأشخاص في الأسر المعيشية الذين يتراوح دخلهم بين 100 ألف دولار و125 ألف دولار، أو حتى “المترددون على الأقسام الأقل كلفة أو المتاجر الشاملة ذات الأسعار الرخيصة”.

قارنّا تصنيفات سماسرة البيانات بالقائمة التي كان الجمهور مصدرها حول ما يخبر به فيسبوك مستخدميه عن أنفسهم، فلم نعثر على أي معلومات من سماسرة البيانات في أي من عشرات الآلاف من “الاهتمامات” التي يظهرها فيسبوك لمستخدميه.

كما سمحت أداتنا للمستخدمين بالتفاعل مع التصنيفات التي وُضعِت على أنها “خطأ” أو “مخيفة” أو “صحيحة”، الفئة التي تلقَت أكثر الأصوات بأنها “خطأ” كانت لعبة “Farmville slots”، والفئة التي تلقت أكثر الأصوات بأنها “مخيفة” كانت “Away from family”، وأكثر فئة صُنفت بأنها “صحيحة” كانت “NPR”.

هذا الموضوع مترجم بتصرف عن موقع Business Insider، للاطلاع على المادة الأصلية إضغط هنا.

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.