من “الجنون” تخرج الاختراعات.. 224 طفلا مصرياً يثبتون صحة النظرية

نقلاً من 

 

Primary school education in Giza

يُقال إن “الفنون جنون”، لكن النظرية الجديدة التي نجح المهندس المصري هاني الشافعي في إثباتها، أضافت إلى الفنون الاختراعات بأنامل أطفال لم يشهدوا من الحياة بعد ما يقضي على أحلامهم في مهدها.

ويؤمن الشافعي، وهو مهندس سابق لدى شركة “ديل Dell” الأميركية، أن اكتشاف جنون الاختراعات أساسي في مرحلة مبكرة من عمر الإنسان، فأسس قبل 6 سنوات “أكاديمية المخترعين المجانين”، بهدف تقديم ألف مخترع إلى مصر.

تواردت الفكرة إلى ذهنه بعد تخرجه من كلية الهندسة بعامين، عندما كان يعمل لشركة “ديل Dell”.

يستذكر الشافعي الموقف الذي كان السبب في إنشاء الاكاديمية فيقول، “أحضرت لنا الشركة خبيراً صينياً عالمياً لتدريبنا على بعض التقنيات الحديثة. كان عمر هذا الخبير وقتها 19 عاماً، فاستنتجت أن هذا الخبير، الذي يجلس أمامه مهندسون أقلهم عمرا في سن 35 عاماً، بدأ حياته مع عالم الاختراعات من سن مبكرّة، وإلا ما كان له أن يصبح خبيراً في هذا السن الصغير”.

وتابع، “إذا كان الصينيون يستثمرون في أبنائهم منذ هذا السن الصغير، فلماذا لا نحذو حذوهم.. ومن هنا جاءت فكرة الأكاديمية”.

 

خارج الصندوق

 

لم تكن ثقافة العمل مع الأطفال في السن الصغير سائدة في تلك الفترة، وحاول الكثير من أصدقائه ثنيه عنها، لكن صورة الخبير الصيني التي لم تفارق مخيلته، كانت تشجعه على المضي قدماً في هذا الاتجاه، فاختار لأكاديميته اسم “أكاديمية المخترعين المجانين”.

وعن اختياره لهذا الاسم، قال الشافعي “الجنون هو فعل خارج السياق المعتاد، وكذلك الاختراعات؛ فالاختراع هو فكرة مختلفة جاءت من شخص يفكر خارج الصندوق، والأطفال هم الفئة الأقدر على هذا النوع من التفكير”.

ويوضح، “في المرحلة العمرية الخاصة بشباب الجامعة وما بعد التخرج، يكون الذهن مكبلاً بالتفكير في فرصة العمل وتوفير الدخل، ولكن الطفولة هي المرحلة التي تخرج منها أفكار خارج السياق، لأن الذهن صافٍ وغير مكبل بأي شيء”.

 

لم يخذلوني

أحد الاختراعات، التي يذكرها بفخر شديد، كانت لروبوت طوله متر. صممه أحد الأطفال وزوده بشريحة هاتف محمول ثم أوصلها بالسماعات. استفاد المخترع من خاصية توجد في بعض أجهزة الجوال بتحويل الصوت الطبيعي إلى صوت يشبه الروبوت، بحيث يخرج صوت من المايركوفون وكأنه صوت الروبوت.

اختراع آخر، كان لنافورة تعمل فور اقتراب أحد منها، وذلك باستخدام الموجات فوق الصوتية، واختراع ثالث لتطبيق بالهاتف المحمول، يمكن من خلاله التحكم في فتح وإغلاق باب الغرفة.

 

الباقي على الدولة

 

ومنذ بدأت الأكاديمية نشاطها قبل 6 سنوات، استقطب الشافعي 224 طفلاً وقال عنهم، “يمكن أن يصبحوا مخترعين كبار، إذا وجدوا الاهتمام من الدولة”.

وأضاف، “أنا على تواصل دائم معهم، وأطلب منهم من حين لآخر زيارة مقر الأكاديمية، حتى يظل تفكيرهم مرتبطا بالابتكار والاختراع، وأسعى أن تكون قاعدة المخترعين أكبر من ذلك”.

وأضاف، “وضعت هدفاً أن أقدم لمصر ألف مخترع، ونحن سائرون في طريق تحقيقه”.

 

بين الربح والتطوع

 

يوجد مقر الأكاديمية في أحد أحياء مدينة نصر بالقاهرة، لكن المهندس الشافعي يخطط للانتشار عبر أكثر من مقر بعد النجاح الذي حققه.

ويعمل بالأكاديمية مهندسون بعضهم متطوع والبعض الآخر نظير أجر، لذلك فإن الخدمات التي تقدمها تكون نظير مقابل بالنسبة للأطفال الذين ينتمون للطبقة الميسورة، وذلك للحصول على دعم يمكن الأكاديمية من الوفاء بالتزاماتها تجاه العاملين بأجر، إضافة إلى الأنشطة التي تتعاون فيها مع الجمعيات الخيرية، مثل “جمعية رسالة”.

ويعتز الشافعي كثيراً بتجربته مع الجمعيات الخيرية، لأنه اكتشف من خلالها سمو روح الابتكار والاختراع عن المستوى المادي.

وقال، “من بين الـ 224 طفلاً المؤهلين ليصبحوا من كبار المخترعين، يوجد طفلان من محافظتي بني سويف والقليوبية ينتميان لأسرة فقيرة، لكن لديهما رغبة شديدة في الابتكار والاختراع، حتى أنهما يزوران الأكاديمية مرةً كل أسبوع على الأقل، ولا نحصل منهما على أي مقابل، وأشعر أنهما لن يخيبا ظني بهما”.

وختم، “أحدهما ابتكر طريقة لشحن الهاتف المحمول بالطاقة الشمسية، والآخر ابتكر غواصة حازت على عدة جوائز في مسابقات محلية”.

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.