طرق تساعدك على التعلُّم بسرعة.. اقرأها لمصلحتك ومصلحة أبنائك

n-LEARN-large570يبقى الواحد منّا طوال حياته يفكّر ويدرس ويمارس أنشطة عدة بنفس الأسلوب والطريقة، دون إحداث أي تطوير أو تنمية.

إذا كنت من هؤلاء، وتعرف أن لديك مشكلة وترغب في تطوير نفسك إلى الأفضل، فعليك بهذه الخطوات والنصائح، المبنية على دراسات عن العلوم الإدراكية وربما تفيدك.

كما أن هذه النصائح لا تستثني الأطفال إذا كنت تعتقد أن طفلك بحاجة لتطوير أكبر.

 

1- ركّز على كل مهارة على حدة:

إذا أردت تعلُّم العزف على الغيتار، فلا تحاول أن تتعلم الأداء المتقن مرّة واحدة. بل من الأجدر أن تقوم بتحديد الأهداف الأبسط والأيسر في قياس مدى إتقانك لها، كعزف الأنغام البسيطة، وطرق العزف على الأوتار بشكل صحيح، وكذلك كيفية تنسيق هذه النغمات معاً من أجل الوصول إلى اللحن المطلوب.

ومع مرور الوقت، فإن مراكمة هذه المهارات الصغيرة ستصل بك إلى الإتقان التام للعزف على الغيتار. ومن الممكن اتباع هذه الطريقة في تعلم المهارات الآلية والميكانيكية وكذلك المعارف المنطوية على حقائق وثوابت.

 

2- القيام بعدة مهام لن يُجدي:

 

يرى معظم الناس أن تعدد المهام ليس إلا أسطورة، فعقلك لا يمكنه التركيز حقاً في مهمتين في ذات الوقت. إلا أن القليل من الناس يمكنهم القيام بهذا خلال مهام التعلُّم.

عليك أولاً تقسيم المهمة الواحدة إلى خطوات أصغر، وعليك أيضاً التأكد من تكريس كامل طاقتك من أجل كل خطوة على حدة. إذ إن الذهن لو تشتت بأشياء أخرى فإنه يستغرق ما يقارب 25 دقيقة للعودة إلى التركيز مرة أخرى على المهمة الأساسية.

مع مضيّ الوقت سيصبح تعدد المهام مصدر تشتيت؛ إذ لن تستفيد من أكثر المهام ولن تفهم أكثر الأفكار إلا بشكل جزئي، دون تحقيق المعرفة التامة والتمكّن من هذه الأفكار والمهام التي قمت بها.

 

3- اكتب ما تعلّمته ليترسّخ في عقلك:

لو أردت تحويل المعلومات التي تحصّلها إلى معرفة حقيقيّة، فإن بعض الأبحاث تشير إلى أهمية أن تكتب ما تتعلمه، بيدك!

وتشير دراسة أجراها باحثون بجامعتي برنستون وكاليفورنيا ونشرت في العام 2014، إلى أن الطلاب الذين دوّنوا ملاحظاتهم أثناء الدرس على الأوراق قد تعلّموا وأفادوا أكثر من نظرائهم الذين اكتفوا بتدوين ملاحظاتهم على الكومبيوتر. وقد قام الباحثون ببعض الاختبارات للمجموعتين، فكانت المجموعة التي تدوّن على الأوراق أقدر على تذكر الحقائق وترتيب الأفكار المركّبة والربط بين المعلومات المختلفة.

ويقول الباحثون إن الإمساك بالقلم وتمريره على الأوراق يخلق رابطاً إدراكياً بين الطالب والمادة العلميّة أقوى من هذا الذي ينشأ أثناء الكتابة على الكومبيوتر، إذ في حالة الكتابة على الكومبيوتر يتكون هذا الرابط بصورة أسرع من أن تساعد على الحفظ؛ أما التدوين اليدوي فإنه يجبرك على مواجهة المادة العلميّة بشكل مباشر، ما يرسّخها في ذاكرتك بمرور الوقت.

 

4- احتَفِ بالأخطاء وادرسها لتتعلم منها:

 

إذا كان الكمال هدفك فهو أمر مبالغ به، فالمقصد الأساسي من التعلّم هو المحاولة، ومع الفشل تسعى إلى استنباط الدروس واكتشاف مكمن الخطأ.

ففي دراسة أجريت في العام 2014 حول التعلّم الحسي/التعلّم الحركي (الحركة، النطق، إلخ)، وجد الباحثون أن الدماغ البشري يحتفظ بمساحات خاصة للأخطاء التي نقوم بارتكابها أثناء المحاولة؛ ما يمكننا لاحقاً من مراجعة هذه الذكريات من أجل تحسين مستوى التعلّم في المرات القادمة.

وحين يزرع بعض الآباء في نفوس أبنائهم أنهم لا ينبغي عليهم أن يخطئوا، أو عندما يوبّخونهم حين الخطأ، فإن نتيجة هذا الأسلوب في التربية لن تكون أقل من ضياع ثروة هائلة من المعرفة ومهارات التعلّم.

 

5- التفاؤل قرين النجاح:

إن إجهاد الأطفال بالتعليقات السلبيّة يمكنه أن يكون سبباً في نشوء فجوة عقليّة لديهم، وكذلك يملؤهم بالتوتر والشك في قدارتهم، وهما من أكثر الأمور تدميراً للعملية التعليمية. فـ “التوتر يعيق الإنسان عن استكشاف الحلول الحقيقيّة وطرق التفكير الفعّالة التي من شأنها أن تقوده إلى هذه الحلول”، كما يؤكد أليسون وود بروكز، البروفيسور في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد.

وتشير أبحاث أجريت على مدار عقود في مجال علم النفس الإيجابي إلى أنّنا نصبح أكثر نجاحاً في أي مجالٍ من المجالات وأي مسعى نقوم به إذا ما نظرنا إلى الأمر بعقلٍ متفتّح، مع أفقٍ يستشرف التطوير وتحسين الأداء.

ينبغي على الآباء أن يزرعوا في أبنائهم أن التعلّم ليس إلا محاولة لاستكشاف حقائق الأشياء. فهذه الطريقة تعطيهم دافعاً وعزيمةً أكبر، تكون ذخراً لهم في أوقات الأزمات.

 

6- التعلّم المشوّق يلتصق بالذهن لمدة أطول:

 

عادةً ما ينجرف الأطفال تجاه العجائب والغرائب، إلا أن أنظمة التعليم الروتينية القائمة على الحقائق والأرقام بإمكانها قتل هذه المَلَكة تماماً. ونصيحتي للآباء: لا تدعوا هذه الأنظمة التعليمية تقتل هذا الحس الممتع في أبنائكم. “لا تدعوا هذا يحدث!”

ينبغي على الأطفال أن يدركوا في سن مبكّرة سرّ الرائحة العجيبة في منزل العائلة، وكذلك سرّ ارتداء والدهم لهذه البناطيل القصيرة فاقعة اللون أثناء ممارسة الجري. السر ببساطة أن هذه الأشياء فريدة من نوعها.

وكان الكاتب الأميركي والبطل في التذكّر جوشوا فوير قد حفظ علبة كاملة من أوراق اللعب في أقل من دقيقتين، وذلك عبر ربطه لكل بطاقة بصورة غريبة في ذهنه. يمكن للأطفال اتباع نفس الطريقة مع جدول الضرب وقائمة رؤساء الولايات المتحدة.

 

7- القراءة السريعة توفّر الوقت:

هذه الفكرة تقوم على فرضيّة بسيطة: كلما قرأت أسرع، كلما تعلّمت بصورة أسرع.

ورغم اعتقاد البعض أن القراءة السريعة تتطلب الكثير من الجهد، فإن بعض تطبيقات القراءة مثل “سبريدر” يمكنها تنشيط وتيرة القراءة تدريجيّاً ما يعطي شعوراً بأن الأمر طبيعي وطيّع.

ومع تدريب العقل على معالجة الكلمات بسرعة أكبر، فإنك ستعتاد لاحقاً قراءة بعض الجمل والعبارات مرّة واحدة، بدلاً من قراءة كل كلمة على حِدَة، وهي إحدى أسباب البطء في القراءة.

 

8- تمرّن، تمرّن، تمرّن:

 

الانضباط في العمل يؤثر بشكل كبير على الدماغ. ففي دراسة نُشِرت في مجلة Nature في العام 2014 وجد العلماء أن الدماغ يفرز الكثير من المادة الرمادية أثناء ممارسة ألعاب الأكروبات، وعند التوقف تختفي تلك المادة. إلا أن الدراسة خلُصَت إلى أن الأمر مردُّه إلى التكرار الذي يكون أثناء هذه الألعاب، وليس اللعبة نفسها.

ويسمّي علماء الأعصاب هذه العمليّة “التشذيب” أو “التهذيب”، وهي تشير إلى المسارات الجديدة التي تنشأ عند تكرار بعض الأفعال مرة تِلو أخرى، ما يؤدي إلى ترسيخها بصورة دائمة. وباختصار، فإن المهارات يسري عليها مبدأ “استخدمها أو اخسرها”.

 

9- تحصيل معارف جديدة:

عند تعرُّض الطفل لموضوع يصعب عليه استيعابه، فمن الواجب أن يقوم الآباء بمساعدتهم على ربطه بموضوع آخر سبق لهم تعلّمه. تسمّى هذه الطريقة بـ”التعلّم الترابطي”/”التعلّم بالاقتران”.

ربما كان الطالب يحب كرة القدم لكنه يجد صعوبة في تعلم التفاضل. لو أمكن لهذا الطالب أن يرى بعض أوجه التشابه بين التمريرة الحلزونية (في كرة القدم) والمنحنى المتصاعدة (في التفاضل)، لَربما أصبحت لديه فرصة أفضل في فهم المصطلح النظريّ.

10- البحث عن معلومة طواها النسيان ليس سيئاً:

ينبغي أن يتعلّم الأطفال كيفية التعامل مع المشكلات العويصة؛ فإن هذا يعلّمهم الانضباط. إلا أن هناك دلائل على أن إنفاق الكثير من الوقت في معالجة بعض المشكلات لا يجعلها إلا أكثر سوءاً.

وقد وجد الباحثون في العام 2008 أنّ لحظات التردّد وفقدان العزم حين تطول فإنها تقود البعض إلى “حالة الخطأ”، إذ ينمحي حينها من ذاكرتهم المفهوم أو الحقيقة التي كانوا يفكرون بها ابتداءً، وتحلّ محلّها ذكريات جديدة من لحظات الحيرة والتذبذب.

ولحل هذه الإشكاليّة: لو كنت واثقاً من معرفتك لشيء ما، لكنك لا تستطيع تذكّره، فاسأل عنه غوغل.

11- تعليم الآخرين يساعدك أيضاً:

ويسمّي العلماء هذا الأسلوب “التأثير المحمي”. فحين تقوم بصياغة ما تعلّمته بأسلوبك وكلماتك، فإن هذا لا ينمّ عن تمكّنك من الموضوع فحسب، وإنما يساعدك كذلك في صقل فهمك الخاص للموضوع وبصورة جديدة.

وحتى يقوم بتقسيم المعلومات إلى أجزاء صغيرة يمكن استيعابها وفهمها، فإن المعلّم يجب أن يكون على معرفة معمّقة بالموضوع ودراية بخفاياه.

ولهذا السبب، فإن الأشقاء الأكبر سنّاً يكونون عادةً أكثر ذكاءً، كما تشير إحدى الدراسات المنشورة عام 2007. ويرجع هذا إلى أن الأشقاء الأكبر يقومون بشرح الدروس لأشقائهم الصغار، بعد أن درسوها من قبل.

هذا الموضوع مترجم عن موقع Business Insider الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

 

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.